أخبار دولية
أخر الأخبار

"مجلة لوبوان: نفقات الدفاع في أوروبا تسجل مستويات تاريخية في العام الماضي"

“مجلة لوبوان: نفقات الدفاع في أوروبا تسجل مستويات تاريخية في العام الماضي”

البرامج الكبرى التي ترسم مستقبل الدفاع الأوروبي: تقرير وكالة الدفاع الأوروبية

أفادت مجلة “لوبوان” الفرنسية اليوم، السبت، أن هناك أربعة برامج كبرى تُعتبر أساسًا لمستقبل الدفاع الأوروبي، وذلك وفقًا لأحدث تقرير صادر عن وكالة الدفاع الأوروبية. التقرير كشف عن أن نفقات الدفاع في أوروبا، التي تسعى جاهدة لتحقيق استراتيجية دفاع ذاتية، قد بلغت مستوى تاريخيًا قدره 326 مليار يورو في عام 2024. ورغم أن هذه النفقات لا تقارن بتلك التي تخصصها الولايات المتحدة (882 مليار يورو في 2023)، فإنها تتفوق على الصين التي خصصت 285 مليار يورو لهذا المجال في نفس العام.

أشار التقرير إلى أن نظام الدفاع الجوي الصاروخي المتكامل (IAMD) يعد اللبنة الأساسية في هذا الجهد الدفاعي الطموح. ووفقًا للوكالة، يُعد هذا النظام قدرة حاسمة لحماية البنية التحتية الحيوية الأوروبية، والسكان المدنيين، والقوات العسكرية من التهديدات الجوية المتزايدة والمعقدة. وفي ظل التهديدات المتنوعة مثل الصواريخ الباليستية، والطائرات بدون طيار، والصواريخ المجنحة، قامت وكالة الدفاع الأوروبية بنشر وثيقة استراتيجية في يوليو 2024 تحدد الأولويات، وخاصة في مجال الدفاع الجوي قصير المدى.

وقد أبرز التقرير أن هذا النظام أصبح ذا أهمية متزايدة في ضوء الدروس المستفادة من الصراع الأوكراني، حيث ظهرت نقاط ضعف كبيرة في البنية التحتية المدنية والعسكرية أمام الهجمات الجوية المشتركة. وقد حدد التقرير هذا البرنامج باعتباره أحد الفرص الأربعة للتعاون بين الدول الأعضاء التي شهدت “مستوى من النضج” الكافي للتوصل إلى التزام عميق بالتعاون، بالرغم من التحديات السياسية المتعلقة بالتمويل.

أما الركيزة الاستراتيجية الثانية فتتمثل في الحرب الإلكترونية، حيث تراجعت أوروبا عن منافسيها في هذا المجال. تقرير الوكالة أشار إلى ورشة عمل عقدت في يوليو 2024، تم خلالها تحديد ثلاثة مجالات ذات أولوية في هذا المجال: أنظمة التشويش، والحرب الإلكترونية المحمولة، ومنصات الاستخبارات الكهرومغناطيسية. كما شدد التقرير على أهمية الحرب الإلكترونية في الصراع الحديث، حيث تتيح تعطيل اتصالات العدو، مع حماية القوات الصديقة من الكشف والتدخل.

أما المحور الثالث فهو الذخائر التي تُدار عن بُعد، مثل الطائرات بدون طيار الانتحارية التي أثبتت فعاليتها في أوكرانيا. التقرير كشف عن أن الدول الأعضاء قد بحثت في سبتمبر 2024 إمكانيات الاستحواذ والتطوير المشترك لهذه الذخائر. ورغم أن هناك تركيزًا على شراء هذه الذخائر من خارج الاتحاد الأوروبي في بعض الحالات، إلا أن أوروبا تسعى أيضًا لتطوير قدراتها الخاصة في هذا المجال.

الركيزة الرابعة، الأكثر تطورًا، تتعلق بالجيل القادم من السفن القتالية السطحية، تحت برنامج يُسمى “سفينة القتال الأوروبية”، والذي يهدف إلى تحقيق أهدافه بحلول عام 2040. الدول الأعضاء وافقت في 2024 على إنشاء منصة مرنة ونموذجية لهذه السفن، القادرة على التكيف مع الاحتياجات الوطنية ودمج الأنظمة المتقدمة مع مرور الوقت.

في ظل هذه المشاريع الضخمة، يعتزم صندوق الدفاع الأوروبي زيادة استثماراته بشكل ملموس، حيث يُتوقع أن يصل الإنفاق البحثي التعاوني إلى أكثر من 600 مليون يورو بحلول عام 2026. ورغم هذه الجهود، لا يزال هناك تحديات كبيرة، خاصة فيما يتعلق ببرنامج الصناعات الدفاعية الأوروبية (EDIP)، الذي يواجه حاليًا معارضة من بعض الدول مثل ألمانيا. الخلافات تدور حول توزيع الأموال المخصصة للصناعات الأوروبية، ومن المتوقع أن تتغير المواقف بناءً على الانتخابات التشريعية الألمانية.

تُظهر هذه التوجهات أن أوروبا تسعى لتقوية دفاعاتها وتعزيز استقلالها الاستراتيجي في مواجهة التحديات العسكرية المتزايدة على الساحة الدولية.

المصدر https://alburkanalaraby.com

اظهر المزيد