"غرق 10,500 مهاجر في محاولات الوصول إلى إسبانيا خلال عام 2024"

إسبانيا تختتم عام 2024 بأزمة هجرة غير شرعية ومعدلات وفيات مروعة

تختتم إسبانيا عام 2024 بأرقام صادمة فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية، حيث شهدت جزر الكناري دخول أكثر من 46 ألف مهاجر غير قانوني، في حين بلغ عدد الوفيات جراء محاولات العبور إلى سواحلها نحو 10,500 حالة، وفقًا لصحيفة “لاراثون” الإسبانية.

هذه الأرقام تسلط الضوء على الأزمة المستمرة التي تواجهها إسبانيا في معالجة قضية الهجرة، حيث لا يزال هناك انقسام حاد بين اليمين واليسار حول كيفية التعامل مع المهاجرين، خاصة القاصرين غير المصحوبين بذويهم. ويختلف الحزب الاشتراكي (PSOE) الذي يشكل أغلبية الحكومة مع المعارضة، المتمثلة في الحزب الشعبي (PP)، حول توزيع هؤلاء القاصرين بين مختلف المجتمعات والمدن ذات الحكم الذاتي، مثل سبتة ومليلية.

خلال الأسبوع الأخير من عام 2024، تم تسجيل وصول 1933 مهاجرًا إلى جزر الكناري على متن 34 قاربًا، بينهم شخص توفي أثناء الرحلة. وبذلك، تجاوز عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى الأرخبيل 46 ألفًا، وهو ما يعكس تفاقم الأزمة على سواحل إسبانيا.

وفي ضوء هذه الأزمة، يدعو الحزب الاشتراكي إلى إصلاح المادة 35 من قانون الهجرة، بهدف ضمان توزيع عادل لحوالي ستة آلاف من القاصرين الأجانب غير المصحوبين بذويهم، وهو اقتراح تدعمه حكومة جزر الكناري. لكن معارضة الحزب الشعبي، المدعوم من حزب فوكس اليميني المتطرف، تعرقل التوصل إلى اتفاق شامل على المستوى الوطني، بحسب ما أكدت السلطة التنفيذية.

وفي جزر الكناري وحدها، يبلغ متوسط عدد الوفيات اليومية 28 حالة، مما يعكس حجم المخاطر التي يواجهها المهاجرون أثناء محاولاتهم الوصول إلى سواحل إسبانيا. وبحسب وزارة الداخلية، وصل إجمالي عدد الوفيات في إسبانيا هذا العام إلى 10,457 حالة، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ البلاد.

تستمر الأزمة في تصعيد التوترات السياسية في إسبانيا، حيث تبرز الحاجة الماسة إلى إيجاد حلول عاجلة وعملية للتعامل مع تدفق المهاجرين، بينما تتواصل المناقشات حول كيفية توزيع المسؤوليات بين الحكومة المركزية والحكومات الإقليمية.

المصدر https://alburkanalaraby.com