"باستخدام الذكاء الاصطناعي: الآثار الفرعونية تتحدث إلى زائري المتحف المصري الكبير"
“باستخدام الذكاء الاصطناعي: الآثار الفرعونية تتحدث إلى زائري المتحف المصري الكبير”
كتبت/سهام زكى
القاهرة – في خطوة مبتكرة تهدف إلى تعزيز تجربة الزوار في المتحف المصري الكبير، نجح فريق من جامعة النيل في ابتكار تقنية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي تتيح للآثار الفرعونية التفاعل مع الزوار، والإجابة على أسئلتهم بطريقة مبتكرة، مما يجعل التاريخ أكثر حيوية وواقعية.
-
“طريقة بسيطة لعمل كيك الشوكولاتة الهش بطعم لا يقاوم”21 يناير، 2025
تتمثل هذه التقنية في تطوير شاشة أو شخصية افتراضية باستخدام الذكاء الاصطناعي، التي تتيح للزوار التحدث مع ملوك مصر القديمة، مثل تمثال رمسيس الثاني، حيث يمكنهم طرح الأسئلة واستلام الإجابات بشكل تفاعلي بلغات مختلفة. هذه التجربة تمنح الزوار فرصة فريدة للسفر عبر الزمن والتفاعل مع شخصيات تاريخية حية من خلال تقنيات حديثة، مما يعزز جاذبية المتحف ويضيف بعدًا جديدًا لزيارة المعروضات.
الهاكاثون وابتكار التقنية
جاءت هذه التقنية في إطار النسخة الثانية من “هاكاثون المتحف المصري الكبير”، الذي نظمته إدارة المتحف بالتعاون مع شركة “ليجاسي” لإدارة وتطوير المتاحف. استمر هذا الحدث على مدار أسبوعين، من الثالث إلى الحادي عشر من ديسمبر 2024، بمشاركة 17 فريقًا من جامعات مصرية متنوعة. وقد ركز الهاكاثون على كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل الواقع الافتراضي “في آر”، والواقع المعزز “إيه آر”، والذكاء الاصطناعي “إيه آي”، لتحسين تجربة الزوار وتعزيز التفاعل مع الآثار المصرية القديمة.
فاز فريق جامعة النيل بالمركز الأول في هذه المسابقة التي كانت تركز على استخدام التكنولوجيا لتحويل تجربة زيارة المتحف إلى رحلة تفاعلية ممتعة وغنية بالمعلومات. الفريق المكون من خمسة طلاب وهم: مريم غالي، وشهد العبد، وشهد أسامة، وإنس أحمد، ورودينا عمرو، قاموا بابتكار هذه الفكرة التي أثارت إعجاب لجنة التحكيم.
التجربة التفاعلية: مزيج من الواقع والخيال
وقالت الدكتورة إسراء المغربي، المشرفة على الفريق الفائز، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، إن التقنية تعتمد على استخدام شخصية افتراضية أو “أفتار” قائم على الذكاء الاصطناعي، يمكن للزوار التفاعل معها عبر شاشة تفاعلية. وأضافت أن الزوار يتمكنون من “السفر عبر الزمن” والتحدث مع ملوك مصر القديمة مثل رمسيس الثاني، حيث تكون الشخصية قادرة على فهم لغة الزائر والتفاعل معها باللغة المناسبة، مما يجعل هذه التجربة أكثر واقعية. وأوضحت أن الفريق استخدم تقنيات متقدمة في الذكاء الاصطناعي، لتحسين جودة العرض وتحقيق تفاعل حقيقي مع الآثار التاريخية.
كما أشار الفريق الفائز إلى أن هذا المشروع لا يقتصر على مجرد التفاعل الصوتي مع الشخصيات التاريخية، بل يتعداه إلى دمج الواقع الافتراضي والواقع المعزز. فقد تم تصميم هذه التقنية ليشعر الزائر وكأنه يخطو خطواته في الزمن القديم، حيث يتفاعل مع التماثيل التاريخية ويسمع الإجابات من ملوك الفراعنة وكأنهم حاضرون أمامه.
الإبداع في تجارب الأكشاك: التفاعل مع التاريخ
من جانبها، أكدت مريم غالي، عضو الفريق الفائز، أن “النسخة الثانية من الهاكاثون كانت موجهة نحو تحويل الأكشاك الموجودة في المتحف والتي تقتصر فقط على التقاط الصور العادية إلى تجارب تفاعلية، تتيح للزوار خلق ذكريات تدوم معهم”. وأوضحت أن الأكشاك التقليدية تقدم فقط خيار التصوير الفوري، لكنها تفتقر إلى التفاعل والإبداع الذي قد يجعل الزوار أكثر ارتباطًا بتجربتهم في المتحف.
وأضافت مريم أن الفكرة الرئيسية التي قدمها فريقها هي تطوير أكشاك تفاعلية تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن للزوار التفاعل مع شخصيات تاريخية مثل تمثال رمسيس الثاني. من خلال هذا التفاعل، يمكن للزوار أن يشعروا وكأنهم يشاركون في حوار حقيقي مع أحد الملوك الفراعنة. هذه التجربة لا تقتصر على التفاعل الصوتي، بل تشمل أيضًا التقاط صور فورية مع الشخصيات الافتراضية، مما يخلق مزيجًا فريدًا من الحضور الجسدي والتفاعل الافتراضي.
التفاعل مع الصور الرقمية ومشاركة التجربة
وتحدث أيضًا إنس أحمد، أحد أعضاء الفريق، عن ميزة فريدة أضافوها إلى المشروع وهي إمكانية للزوار الحصول على صور مطبوعة على بولارويد، تحمل كود QR مخصصًا. يمكن من خلال هذا الكود للزوار الوصول إلى نسخ رقمية من صورهم والفيديوهات التي توثق التفاعل مع الشخصيات التاريخية. وأضاف أن هذه الميزة تشجع الزوار على مشاركة تجاربهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يسهم في زيادة الوعي بالمتحف ويحفز المزيد من الأشخاص على زيارته.
فرصة احتضان الفكرة ودراستها
وتأكيدًا على النجاح الذي حققه الفريق، قالت الدكتورة إسراء المغربي إن الفريق الفائز سيحصل على فرصة احتضان فكرته من قبل المتحف المصري الكبير لدراسة إمكانية تنفيذ المشروع بشكل كامل في الفترة من يناير إلى أبريل 2025. هذه الخطوة ستكون بمثابة دعم لتطوير المشروع وتحويله إلى تجربة واقعية يمكن أن يستمتع بها الزوار في المستقبل.
الافتتاح التجريبي للمتحف المصري الكبير
من الجدير بالذكر أن المتحف المصري الكبير، الذي يضم أكثر من 24 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور الفرعونية، قد تم افتتاحه بشكل تجريبي في أكتوبر الماضي. وقد شمل هذا الافتتاح 12 قاعة عرض رئيسية. من المتوقع أن يتم الافتتاح الرسمي للمتحف في العام المقبل، بعد اكتمال أعماله بالكامل.
وفي ختام تصريحاته، أكد وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، أن الافتتاح التجريبي كان ناجحًا للغاية، وأشاد بتجربة الزوار وفاعلية استخدام التكنولوجيا في تحسين جودة العرض والمتعة البصرية والتفاعل.