واشنطن بوست: إقالة ترامب لكبار الضباط تثير مخاوف من تسييس البنتاغون وتهديد حياده الحزبي
كتبت/سهام زكى

واشنطن بوست: إقالة ترامب لكبار الضباط تثير مخاوف من تسييس البنتاغون وتهديد حياده الحزبي
ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أقدم على إقالة عدد من كبار المسؤولين العسكريين في البنتاغون، بما في ذلك أرفع ضابط عسكري وخمسة آخرين، مما أدخل المؤسسة العسكرية في حالة من الغموض وعدم اليقين. وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب اختار جنرالًا متقاعدًا غير معروف نسبيًا ليشغل منصب المستشار العسكري الأرفع للقائد العام، في خطوة أثارت قلقًا متزايدًا بين منتقديه، الذين يرون فيها تعديًا للسياسة على مؤسسة من المفترض أن تظل غير حزبية وفقًا للدستور.
وبحسب التقرير، فإن إقالة رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال شارلز كيو براون جونيور، ورئيس العمليات البحرية، الأدميرال ليزا فرانشيتّي، كانت متوقعة منذ شهور، خاصة بعد أن تعرضا لانتقادات متكررة من ترامب وأنصاره، الذين اتهموهم بإعطاء الأولوية لسياسات التنوع على حساب المهمة الأساسية للجيش، وهي القتال وتحقيق النصر في الحروب. ومع ذلك، فإن الإطاحة المفاجئة بهؤلاء القادة، إلى جانب نائب رئيس القوات الجوية وكبار المستشارين القانونيين العسكريين، أثارت استياءً واسعًا في الأوساط العسكرية والسياسية، رغم الاعتراف بأن للرئيس الحق في اختيار فريقه العسكري وفقًا لرؤيته وثقته بهم.
وفي هذا السياق، أعرب الجنرال المتقاعد مارتن ديمبسي، الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة خلال إدارة باراك أوباما، عن مخاوفه، مشيرًا إلى أن الثقة في القادة العسكريين يجب أن تُبنى على خبراتهم ونزاهتهم وأدائهم، وليس على اتفاقهم مع الرئيس في آرائه السياسية. وأضاف أن إقالة مسؤولين عسكريين لمجرد وجود اختلافات في المعتقدات، سواء كانت حقيقية أو متصورة، يعد تسييسًا خطيرًا للمؤسسة العسكرية.
من ناحية أخرى، دافع أنصار ترامب عن قراره، مشيرين إلى أن رؤساء سابقين اتخذوا قرارات مماثلة، مثل الرئيس هاري ترومان، الذي أقال الجنرال دوغلاس ماكآرثر، وترامب نفسه عندما أقال الجنرال ستانلي ماكريستال. ومع ذلك، أوضحت الصحيفة أن مثل هذه الإقالات عادة ما تكون نتيجة خلافات جوهرية حول السياسات أو الأداء العسكري، وليس لأسباب سياسية بحتة.