تحذير أممي: تصاعد العنف ضد الأطفال في السودان إلى مستويات كارثية
كتبت/سهام زكى

تحذير أممي: تصاعد العنف ضد الأطفال في السودان إلى مستويات كارثية
أكدت فرجينيا جامبا، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالأطفال والصراعات المسلحة، أن الارتفاع المقلق في أعمال العنف الناجم عن التصعيد السريع للأعمال العدائية في السودان أدى إلى تأثيرات ضارة على الأطفال. وأوضحت أن الصراع في السودان عرّض الأطفال لمستويات مروعة من العنف والاستغلال، مما ترك ندوبًا جسدية ونفسية عميقة عليهم. كما أشارت إلى أن العديد من الأطفال تم تجنيدهم في الجماعات المسلحة، مما جردهم من طفولتهم.
وفي سياق متصل، أدانت فرجينيا جامبا بشدة الهجمات الأخيرة في ولاية الخرطوم، وفقًا لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالأطفال والصراعات المسلحة. وأشار التقرير إلى أن الفتيات يواجهن مخاطر متزايدة من العنف الجنسي، مع ظهور تقارير عن حالات اختطاف وإساءة في المناطق المتضررة من الصراع. كما أكد أن الأطفال لا يقعون فقط في مرمى النيران، بل يتم استهدافهم عمدًا باستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان، مما يؤدي إلى هجمات على المدارس والمستشفيات ومخيمات النزوح، ويتركهم دون حماية أو أمان.
وقالت فرجينيا جامبا: “لقد ارتفعت الانتهاكات الجسيمة إلى مستويات مروعة منذ بدء الصراع. يجب أن تتوقف الأعمال العدائية على الفور، وعلى جميع الأطراف، وخاصة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان”. وأعربت عن قلقها البالغ إزاء استمرار العنف بين الطوائف، بما في ذلك الهجمات ذات الدوافع العرقية والنزوح الجماعي للأطفال.
وأضافت الممثلة الأممية أن الأطفال، بمن فيهم النازحون، يعانون من الجوع الشديد، مع تأكيد وجود ظروف المجاعة في خمس مناطق على الأقل. كما يفتقر الملايين إلى الوصول إلى الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمياه النظيفة والمأوى والرعاية الصحية والتعليم. وأشارت إلى أن الصراع يؤدي إلى عواقب كارثية على الأطفال، حيث تعطل الجهود الإنسانية بشدة بسبب المخاطر الأمنية والعقبات البيروقراطية والبنية التحتية المتضررة.
وأكدت فرجينيا جامبا أن تحقيق السلام في السودان هو السبيل الوحيد المستدام لحماية الأطفال الذين عانوا سنوات من الصراع المسلح. كما دعت الدول المجاورة إلى إبقاء حدودها مفتوحة أمام الساعين إلى الحماية الدولية أو العائدين إلى بلدانهم الأصلية. وحثت جميع الأطراف في السودان على وضع حقوق واحتياجات الأطفال في صميم الجهود الرامية إلى تحقيق السلام.