منوعات
أخر الأخبار

"إكرام تجد شغفها في صناعة الجلد الطبيعي بعد سن الخمسين وتبدع في هذا المجال"

كتبت/سهام زكى

“إكرام تجد شغفها في صناعة الجلد الطبيعي بعد سن الخمسين وتبدع في هذا المجال”

الحياة دائمًا تمنحنا فرصًا جديدة لاكتشاف أنفسنا، وخاصة إذا كان لدينا موهبة أو شغف ننتظر الوقت المناسب لإبرازه. وهذا ما حدث مع إكرام أحمد، السيدة البالغة من العمر 63 عامًا، التي قررت أن تجعل من المرحلة الثانية من حياتها انطلاقة للإبداع والفن.

بعد أن أتمت دورها كأم بحب وتفانٍ، ونجحت في تربية أولادها، اختارت إكرام العودة إلى شغف قديم كان مرتبطًا بفترة شبابها. حيث وجدت نفسها في تصميم وتنفيذ القطع الفنية باستخدام الجلد الطبيعي، ما جعل هذه الموهبة تتحول إلى مشروع يعكس شخصيتها وروحها الفنية.

إكرام: الفن حياة

تبدأ قصة إكرام منذ أن كانت طالبة في كلية التجارة، حيث تخرجت فيها عام 1985. وعلى الرغم من تفوقها وحبها لدراستها، إلا أن العمل المكتبي لم يكن يستهويها. وفضلت أن تركز على تربية أولادها، خاصة في ظل عمل زوجها الطبيب الذي يتطلب تواجده خارج المنزل لفترات طويلة. وفي حديثها لـ “اليوم السابع”، قالت إكرام: “بعد أن تخرج أولادي واختار كل منهم حياته العملية، قررت البحث عن هوايتي القديمة بعد بلوغ سن الـ 50، والتي كانت تتعلق بالأعمال اليدوية. الفن بالنسبة لي هو الحياة، فهو يجعل الإنسان يضحي بجهده وروحه من أجل خلق فن يحبّه الناس، ويُصنع بحرفية وإخلاص.”

وأضافت: “مارست العديد من الهوايات، لكنني وجدت حبي وعشقي في الجلد الطبيعي. وكان زوجي دائمًا داعمًا لي، معنويًا وماديًا، كلما شعرت بالملل أو التردد، كان يدفعني للاستمرار.”

ورغم جمال الأعمال المصنوعة يدويًا، أشارت إكرام إلى أن هذه الأعمال تتطلب جهدًا وتعبًا، خاصة مع الساعات الطويلة التي تقضيها لتصميم قطعة واحدة. وتستورد الجلد الطبيعي من المدابغ في منطقة مصر القديمة، حيث تقوم بتقطيعه وتشكيله، مستخدمة خيطًا مخصصًا لصنع قطع يمكن استخدامها بسهولة. ولا يقتصر إبداعها على التصميم فحسب، بل تشمل أيضًا الرسم والحفر على الجلد، والتي تنفذها بنفسها.

لم يتوقف شغف إكرام عند مجرد ممارسة هوايتها، بل بدأت أيضًا في المشاركة في العديد من المعارض، بجانب نشر أعمالها اليدوية عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، حيث لاقت إعجابًا واستحسانًا من متابعينها. وقد ساعدها ذلك في تعزيز رغبتها في التعلم المستمر والبحث عن كل جديد في عالم تصميم الجلد الطبيعي. ووصفت إكرام فنها قائلة: “كل قطعة تخرج للنور كأنني أولد معها من جديد، بروح قوية، محبة للعمل والفن والحياة، خاصة مع دعم زوج محب وأولاد يفخرون بي دائمًا.”

هذه القصة تُثبت أن العمر ليس عائقًا أمام الإبداع، وأنه من الممكن دائمًا أن يكون هناك وقت لتحقيق الأحلام، مهما كانت المرحلة العمرية.

للمزيد من الاخبار تابع صفحتنا على الفيسبوك عبر هذا الرابط

اظهر المزيد