"مستشار الرئيس الفلسطيني: مصر تظل صمام الامان لفلسطين ومقدساتها"
كتبت/سهام زكى
“مستشار الرئيس الفلسطيني: مصر تظل صمام الامان لفلسطين ومقدساتها”
أكد قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس الفلسطيني، محمود صدقي الهباش، أن مصر تمثل “صمام الأمان” لفلسطين ولقدسها ومقدساتها. وأوضح الهباش أن الدعم المستمر من مصر لفلسطين وحمايتها من التهجير والعدوان الإسرائيلي يمثل مصدر قوة وصمود للشعب الفلسطيني في مواجهة المحاولات المستمرة لتدمير هويته الوطنية والدينية.
جاءت هذه التصريحات خلال كلمته في الندوة الدولية الأولى التي نظمتها دار الإفتاء تحت عنوان “الفتوى والأمن الفكري”، اليوم، بحضور عدد من العلماء والمفكرين من مختلف الدول الإسلامية. ووجه الهباش تحياته للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مشيدًا برعايته لهذه الندوة التي تساهم في تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية ودعم القضايا المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
شكر وامتنان لمصر ودورها المحوري
في كلمته، نقل الهباش تحيات الشعب الفلسطيني وقيادته إلى مصر، مقدمًا شكره العميق على الدعم الثابت والمستمر للقضية الفلسطينية. وأشاد الهباش بالمواقف السياسية الثابتة لمصر ودعمها الشعبي والعلمي، مشيرًا إلى أن مصر كانت وما زالت الدعامة الأساسية لفلسطين في مختلف المحافل الدولية.
كما أشاد الهباش بدور دار الإفتاء في جمع العلماء والمفكرين لمناقشة القضايا المصيرية للأمة الإسلامية، معربًا عن تقديره للجهود المبذولة من قبل فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عيَّاد، مفتي الجمهورية، لتنظيم هذه الفعالية التي تفتح آفاقًا جديدة للتشاور حول ما يُصلح حال الأمة الإسلامية.
تحديات الأمة الإسلامية وفلسطين
واستعرض الهباش التحديات الكبيرة التي تواجهها الأمة الإسلامية في الوقت الراهن، خاصة في ظل الوضع المضطرب في المنطقة العربية والصراعات المستمرة التي تهدد استقرارها. كما سلط الضوء على التهديدات التي تواجه الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لاستمرار محاولات انتزاع الهوية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
واستذكر الهباش حديثين نبويين شريفين يلخصان واقع الأمة الإسلامية، الأول عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها”، مشيرًا إلى أن هذا الحديث يعكس التحديات التي تواجهها الأمة في ظل الانقسامات والتدخلات الأجنبية في شؤونها. كما استعرض الحديث الثاني عن فقدان العلم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا، ولكن يقبضه بقبض العلماء”، مشددًا على أهمية دور العلماء في الحفاظ على القيم والثوابت الإسلامية.
المقاومة والصمود في مواجهة الاحتلال
كما أكد الهباش أن الشعب الفلسطيني يواجه محاولات مستمرة لتدمير هويته وحقوقه من خلال الاحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى إلى محو الوعي الفلسطيني ودفع الشعب إلى الاستسلام. وقال: “إن الاحتلال يواصل قتله للأطفال وتدميره للمساجد والمستشفيات وتخريبه للمنشآت الفلسطينية بهدف زرع الإحباط في نفوس الفلسطينيين، لكنهم لن ينكسروا ولن يتخلوا عن أرضهم”.
وأضاف أن الشعب الفلسطيني، كما كان الحال مع الأجيال السابقة، سيظل متمسكًا بأرضه، مدافعًا عن مقدساته وعلى رأسها المسجد الأقصى، قائلًا: “كما بقي التين والزيتون في أرضنا، سيظل المسجد الأقصى حاملًا لآمالنا، وسننتصر في النهاية، إن شاء الله.”
رفض مخططات الاحتلال والتأكيد على وعد الله
وتطرق الهباش إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال إن “إسرائيل” يجب أن تبقى قائمة لـ100 عام. وعلق الهباش قائلاً: “هذا الأمل بعيد المنال، لأن وعد الله في سورة الإسراء حاسم وواضح: {إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} [الإسراء: 108]، وكل ما يفعله الاحتلال لن يغير من هذه الحقيقة”.
كما شدد الهباش على أن التحدي الداخلي الذي يواجهه الشعب الفلسطيني هو محاولات الاحتلال لتغيير وعي الأجيال الفلسطينية من خلال حملات إعلامية وفكرية تهدف إلى زرع أفكار الاستسلام وإضعاف الهوية الوطنية. وأوضح أن هذه المحاولات تأتي ضمن مخطط استعماري طويل الأمد يهدف إلى القضاء على فكرة المقاومة والتمسك بالأرض.
ضرورة تعزيز الوعي وتربية الأجيال
أكد الهباش أن محاولات الاحتلال لتغيير الوعي الفلسطيني يجب أن تُواجه بتعزيز الوعي الديني والسياسي لدى الأجيال القادمة، مشددًا على أهمية فهم تاريخهم ومقدساتهم. وقال: “فلسطين ستظل قلب العالم العربي والإسلامي، والطريق الوحيد أمامنا هو المقاومة والصمود في وجه كل محاولات الاحتلال وأعوانه.”
التأكيد على النصر القادم
وفي ختام كلمته، أشار الهباش إلى أن الشعب الفلسطيني ماضٍ في نضاله ولن ينهزم، مؤكدًا أن النصر قريب بإذن الله. وقال: “نحن ماضون في دربنا، ولن ننهزم، وسنبقى على عهدنا بالدفاع عن أرضنا ومقدساتنا. نحن ننتظر وعد الله بالنصر القريب، حيث سيكون المسجد الأقصى مسرحًا لصلاة المسلمين بأمان، وسنصلي في المسجد الإبراهيمي في الخليل، بإذن الله.”
ودعا الهباش الله أن يكتب لفلسطين النصر القريب، وأن يعيد للأمة الإسلامية عزتها وكرامتها، وأن يتمكن المسلمون من أداء صلواتهم في المسجد الأقصى الشريف وفي المسجد الإبراهيمي في الخليل.
المصدر https://alburkanalaraby.com/?p=463&preview=true