"خمس مجرات قزمة في محاذاة غير معتادة تهدد صحة النماذج الكونية"
كتبت/ مي عبد المجيد
“خمس مجرات قزمة في محاذاة غير معتادة تهدد صحة النماذج الكونية”
تمكن العلماء من اكتشاف ظاهرة فلكية نادرة تتعلق بمجموعة من خمس مجرات قزمة تقع في ترتيب شبه خطي يشبه سلسلة كونية من اللآلئ. تقع هذه المجرات على بعد حوالي 117 مليون سنة ضوئية من الأرض، وتتماسك مع بعضها البعض بواسطة قوى الجاذبية المتبادلة. المجرات التي تحمل الأسماء D1 إلى D5، تتميز بكتلة منخفضة، إضاءة خافتة، ومحتوى عالٍ من الغاز، مع تكوين نجمي نشط بالرغم من حجمها الصغير. هذه الظاهرة تثير تساؤلات حول النماذج الحالية لتكوين المجرات وتطورها، حيث تتفاعل المجرات بعضها مع بعض بطريقة متناغمة، بينما تساهم بعضها الآخر في اضطرابات تؤدي إلى تجريد الغاز والنجوم.
وفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة “The Astrophysical Journal Letters” في نوفمبر، تمثل هذه المجرات اكتشافًا استثنائيًا، حيث يتسم ترتيبها شبه المثالي وتفاعلها العجيب بالدور الحيوي للبيانات التي جمعها مسح سلون الرقمي للسماء (SDSS) بالإضافة إلى بيانات فلكية أخرى. وتشير الدراسة إلى أن الكتلة الإجمالية للمجرات الخمس تقدر بحوالي 60.2 مليار كتلة شمسية، مع وجود تفاوت في الكتل الفردية للمجرات، حيث تحتوي المجرة الأكبر (D2) على 275 مليون كتلة شمسية، بينما تحتوي المجرة الأصغر (D4) على 14.7 مليون كتلة شمسية.
هذه المجرات تظهر أيضًا حركة دورانية متزامنة بين ثلاث منها، مما أشار إلى احتمال أن تكون هذه المجرات قد نشأت من أصول مشتركة أو تأثرت ببعض التأثيرات البيئية المتشابهة. تشير الدراسة إلى أن التفاعلات بين بعض المجرات تساهم في تشكيل ذيول مدية من الغاز والنجوم، والتي بدورها تؤدي إلى تشكيل النجوم وتغيير أشكال المجرات.
تتحدى هذه الظاهرة النموذج الحالي للامدا للمادة المظلمة الباردة، الذي لا يستطيع تفسير هذه المجموعات الصغيرة المعزولة. ويعتبر العلماء هذا الاكتشاف فرصة هامة لتحسين فهمهم للتطور الكوني والنماذج الفلكية المتعلقة بتكوين المجرات.