"تريند 'الفويس ماسدچ': استشاري نفسي ينصح بإرسال الرسائل الصوتية للأبناء"
كتبت/سهام زكى
“تريند ‘الفويس ماسدچ’: استشاري نفسي ينصح بإرسال الرسائل الصوتية للأبناء”
في الآونة الأخيرة، اكتسح موقع التواصل الاجتماعي تيك توك تريند “الفويس ماسدچ” الذي لاقى رواجًا واسعًا بين مستخدميه، ويُعد من أبرز الترندات التي انتشرت مؤخرًا. يقوم رواد تيك توك باستخدام مقاطع صوتية مسجلة من رسائل الواتس آب، التي يرسلها الآباء لأبنائهم، ويقوم الأبناء بتقليد تلك الرسائل بشكل كوميدي. هذا التقليد أضاف طابعًا فكاهيًا، لكنه يحمل في طياته العديد من الرسائل النفسية والاجتماعية، وهو ما أوضحته الدكتورة سلمى أبو اليزيد، استشارية الصحة النفسية.
ما وراء الكوميديا: تحليل نفسي لظاهرة “الفويس ماسدچ”
-
طرق طبيعية لتفتيح الركبتين والكوع وإزالة البقع الداكنة”22 يناير، 2025
ووصفت الدكتورة سلمى أبو اليزيد هذا التريند بأنه مزيج من “اللماضة” والعناد وخفة الدم. وأشارت إلى أن هذه الظاهرة ليست مجرد تقليد كوميدي بل تعكس أيضًا جزءًا من شخصية جيل الأندر إيدج، الذين كان يُعتقد أنهم لا يركزون في التفاصيل أو أنهم أقل جدية. ولكن الواقع يثبت عكس ذلك؛ فقد أظهروا من خلال هذه الفيديوهات أنهم في الواقع يستمعون جيدًا لما يقوله آباؤهم، رغم أن مواقفهم قد تكون مليئة بالعناد أو السخرية.
جيل العناد واللماضة: لماذا تثير هذه الظاهرة الاهتمام؟
أضافت أبو اليزيد أن جيل اليوم يتمتع بقدرة كبيرة على العناد، وهو ما يبرز بوضوح في الفيديوهات المنتشرة على تيك توك. يظهر ذلك في شكل نقاشات أو اعتراضات على تعليمات الأهل، وهو ما يطلق عليه “اللماضة”، التي يتم تحويلها بعد ذلك إلى محتوى كوميدي. بذكاء ومرونة، استطاع هذا الجيل أن يعبر عن رؤيته لأوامر الأهل بطريقة فكاهية تُظهر أيضًا أنهم يدركون ما يقوله آباؤهم، ولكن بطريقتهم الخاصة.
التواصل مع الأبناء: علاقة من صداقة وتفهم
الدكتورة سلمى أكدت أن هذه الظاهرة تُظهر مدى تفاعل الأبناء مع آبائهم، إلا أن الأهم هو كيفية التواصل معهم. مشيرة إلى أن الجيل الحالي يحتاج إلى علاقة قائمة على الصداقة أكثر من الرقابة أو التوجيه المستمر. وقالت: “فرصة جميلة للقرب، واذهبوا دائمًا إلى أولادكم، حتى وإن كان ذلك عبر رسائل صوتية”. فالتواصل بهذه الطريقة لا يقتصر على تبادل الكلمات بل يساعد في إذابة الحواجز بين الأبناء والآباء ويقرب المسافات العاطفية.
“الفويس ماسدچ”: تريند مؤلم للمفقودين
من جهة أخرى، لم يكن هذا التريند مجرد لحظات كوميدية بالنسبة للبعض، حيث استخدمه من فقدوا أحد والديهم بطريقة حزينة. فعادوا لنشر مقاطع صوتية لآبائهم أو أمهاتهم الراحلين، وسط دموعهم وحنينهم للأصوات التي يشتاقون لسماعها. وأوضحت الدكتورة سلمى أن هذا الاستخدام يُظهر كيف أن مثل هذه التريندات، على الرغم من الألم المصاحب لها، تمنح فرصة لتذكر أحبائنا الذين رحلوا، واستحضار ذكرياتهم ونصائحهم.
خلاصة
تريند “الفويس ماسدچ” هو أكثر من مجرد ظاهرة كوميدية على تيك توك؛ فهو يعكس تغيرات اجتماعية ونفسية مهمة في علاقة الأبناء بآبائهم. سواء كان مليئًا بالضحك أو يحمل مشاعر الحزن والحنين، فإنه يوفر نافذة لفهم الروابط العاطفية بين الأجيال، وكيفية تأثير هذه التكنولوجيا على التواصل الأسري.