"الزعماء الأوروبيون يبعثون بـ'رسالة واضحة' إلى ترامب بشأن دعمهم المستمر لأوكرانيا"

في قمتهم المقررة اليوم الخميس، يسعى زعماء الاتحاد الأوروبي إلى إرسال “إشارة واضحة” إلى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مؤكدين دعمهم المستمر لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي. كما سيتم مناقشة التحديات الأمنية والاقتصادية التي تترتب على عودة ترامب إلى البيت الأبيض، خاصة في ظل تصريحاته الأخيرة التي تدعو إلى إنهاء سريع للحرب بين أوكرانيا وروسيا.

ويستضيف الزعماء الأوروبيون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في بداية محادثاتهم في بروكسل، حيث سيؤكدون التزامهم الثابت بدعم أوكرانيا في محنتها. تأتي هذه الخطوة في وقت حساس، حيث دعا ترامب مرارًا إلى ضرورة إبرام اتفاق سلام بين كييف وموسكو، مع التأكيد على أن الرئيس الأوكراني يجب أن يكون مستعدًا للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

من ناحية أخرى، يرى زعماء الاتحاد الأوروبي أن أي مبادرة بشأن أوكرانيا يجب أن تتم بالتنسيق الكامل مع كييف، حيث أشار أحد الدبلوماسيين الأوروبيين إلى أن مسودة البيان الختامي للقمة تتضمن “إشارة واضحة” إلى الولايات المتحدة في هذا السياق.

وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية، ستتناول القمة التحديات التي قد تطرأ نتيجة السياسات التجارية للرئيس ترامب. ففي تصريحات سابقة، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية مرتفعة على بعض أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين، مثل كندا والمكسيك والصين، بسبب ما اعتبره نقصًا في شراء السلع الأمريكية. في هذا السياق، يرى بعض الدبلوماسيين الأوروبيين ضرورة توحيد المواقف بين دول الاتحاد وتجنب الدخول في مفاوضات فردية مع واشنطن، محذرين من محاولات الولايات المتحدة لتقسيم الاتحاد الأوروبي من خلال صفقات ثنائية.

كما سيبحث زعماء الاتحاد الأوروبي سبل تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، مع التأكيد على أن الاتحاد هو ثاني أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة وحليف وثيق في مجالات عدة، بما في ذلك القيم المشتركة. من جهة أخرى، يُحتمل أن يتطرق الاجتماع إلى مسألة شراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال والأسلحة الأمريكية في ظل انشغال ترامب بعجز التجارة السلعية في الولايات المتحدة.

وفي سياق آخر، من المتوقع أن تُبحث قضايا أخرى تتعلق بالعلاقات مع الصين، حيث سيناقش الاتحاد الأوروبي ما إذا كان سيتعين عليه اتخاذ موقف محدد في صراع التجارة بين واشنطن وبكين. كما ستُناقش العلاقات مع بريطانيا، التي تسعى إلى إعادة ضبط علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، حيث يُنظر إليها باعتبارها شريكًا أمنيًا حيويًا.

بذلك، تسعى قمة الاتحاد الأوروبي إلى التأكيد على وحدة مواقف الدول الأعضاء في مواجهة التحديات العالمية، مع الحفاظ على استقرار العلاقات مع الولايات المتحدة وتعزيز التضامن الأوروبي في قضايا الأمن والاقتصاد.

المصدر https://alburkanalaraby.com