الطفل و المرأة
أخر الأخبار

كيف تدعم ثقة ابنك بنفسه بعد رفضه في مقابلة المدرسة؟

كتبت/سهام زكى

كيف تدعم ثقة ابنك بنفسه بعد رفضه في مقابلة المدرسة؟

أصبح إجراء مقابلة للأطفال أو ما يُعرف بـ “الإنترفيو” أحد الشروط الأساسية لقبولهم في العديد من المدارس الخاصة والدولية. تستخدم المدارس هذه المقابلات لتقييم المستوى الإدراكي والمعرفي للطفل وتحديد الأعداد التي يمكن قبولها سنويًا، خاصة في ظل الإقبال الكبير من أولياء الأمور على إلحاق أطفالهم بمدارس معينة تتمتع بسمعة جيدة ومستوى تعليمي متميز.

ورغم أهمية هذه المقابلات، إلا أنه ليس بإمكان المدرسة قبول جميع المتقدمين، وذلك بسبب وجود سعة محدودة للفصول. وبالتالي، قد يتعرض عدد من الأطفال للرفض، وهو ما يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الطفل، خاصة إذا فشل في اجتياز الأسئلة المطروحة عليه. يعود ذلك إلى عدة عوامل، مثل عدم معرفته بالإجابات أو الشعور بالخوف والرهبة من الموقف، ما يؤدي في بعض الأحيان إلى امتناعه عن الإجابة. وقد يسهم ذلك في فقدان الطفل لثقته بنفسه.

كيف نحافظ على ثقة الطفل بنفسه في حالة الرفض؟

الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي في جامعة عين شمس، يشير إلى أن احتمالية فقدان ثقة الطفل بنفسه في حالة رفضه قد تزداد إذا كانت لديه ارتباطات خاصة بالمكان، مثل رؤيته لألعاب مميزة أو إعجابه بتصميم الفصول أو حتى وجود أصدقاء مقربين له في المدرسة.

ويؤكد فرويز على ضرورة أن يتعامل الوالدان مع خبر الرفض بتفهم، وعدم إلقاء اللوم على الطفل بأي شكل من الأشكال، لأن بعض الآباء قد يقسون على أطفالهم في هذه اللحظة. كما يشدد على ضرورة دعم الوالدين للطفل، مع توضيح أن عدم قبوله في هذه المدرسة يعود إلى رغبتهم في إيجاد مدرسة أفضل له، دون إظهار أن السبب يعود إلى تقصير من الطفل نفسه. وإذا كان الطفل قد تأثر بوجود أقارب له في المدرسة، يمكن تنظيم لقاءات عائلية لتخفيف أثر الموقف.

خطوات تأهيل الطفل قبل “الإنترفيو”

بالنسبة لكيفية تأهيل الطفل قبل المقابلة، يوضح الدكتور فرويز أن الأطفال الذين يذهبون بانتظام إلى الحضانة عادةً لا يشعرون بالخوف أو الرهبة خلال المقابلة، نظرًا لأنهم اعتادوا على الأسئلة والتفاعل مع الغرباء. لكن المشكلة قد تظهر مع الأطفال الذين لم يلتحقوا بالحضانة، حيث يشعرون بالخوف وعدم الأمان في مكان غريب بعيد عن والديهم.

في هذه الحالة، ينصح فرويز الوالدين بشرح طبيعة المقابلة للطفل مسبقًا، مع تشجيعه وطمأنته بأن الأمر ليس بالصعوبة التي يتصورها. كما يجب على الوالدين دعم الطفل نفسيًا قبل المقابلة ليشعر بالراحة والثقة، حتى لا يؤثر الخوف عليه ويجعله يمتنع عن الإجابة أو يظهر ترددًا شديدًا.

من هو الشخص المناسب لإجراء المقابلة؟

فيما يتعلق بمعايير اختيار الشخص الذي يُجري المقابلة مع الطفل، يرى فرويز أن الخبرة وشخصية المدرس هما العاملان الأساسيان. يجب أن يمتلك المدرس خبرة كافية لتقييم المستوى الإدراكي والسلوكي للطفل، كما يجب أن يكون لديه شخصية متفهمة قادرة على التعامل مع رهبة الطفل وتهدئته أثناء المقابلة.

وينبه فرويز إلى أن إبلاغ الوالدين بنتيجة رفض الطفل في حضوره يُعد أمرًا غير تربوي أو احترافي. ينبغي أن تتم هذه المحادثة بشكل منفصل مع الوالدين، حتى لا يتأثر الطفل سلبًا. وفي حالة حدوث ذلك، يجب على الوالدين احتواء الطفل، مع التأكيد على أن الخطأ ليس من الطفل، بل هو نتيجة لظروف المدرسة أو معاييرها الخاصة.

خلاصة: إجراء مقابلة للأطفال للقبول في المدارس الخاصة والدولية يعد خطوة هامة لكنها قد تكون مصدر قلق وتوتر للأطفال، خاصة إذا لم يتم قبولهم. من الضروري أن يتعامل الوالدان بحذر وحكمة مع هذه التجربة، مع تقديم الدعم النفسي المناسب للطفل وإرشاده لتجاوز الخوف أو القلق. كما أن وجود مدرس ذو شخصية متفهمة وخبرة في التعامل مع الأطفال يعد أحد العوامل الرئيسية لتخفيف تأثير الموقف على الطفل.

للمزيد من الاخبار تابع صفحتنا على الفيسبوك عبر هذا الرابط

اظهر المزيد