"توسّع رقعة المجاعة في السودان بسبب تداعيات الحرب الأهلية"
كتبت/سهام زكى
“توسّع رقعة المجاعة في السودان بسبب تداعيات الحرب الأهلية”
يواجه السودان أزمة غذائية حادة تعتبر من بين الأسوأ في تاريخه الحديث، حيث أُعلنت المجاعة في عدة مناطق من البلاد، مما يزيد من معاناة المواطنين السودانيين الذين يعانون بالفعل من آثار الحرب المدمرة. الأزمة الإنسانية في السودان تتفاقم يومًا بعد يوم بسبب التصاعد المستمر للنزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما جعل الحرب تتحول إلى صراع دامي منذ اندلاعها في أبريل 2023، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص حتى أكتوبر 2023، وفقًا للإحصاءات التي أوردتها منظمة الصحة العالمية.
الحرب التي لم تتوقف منذ بداية العام 2023 أثرت بشكل مباشر على حياة ملايين السودانيين، حيث دمرت البنية التحتية للعديد من المدن والمناطق الريفية، وأدى نقص الغذاء إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق. في ظل هذه الظروف، زادت المخاوف من أن تزداد الأزمة تعقيدًا إذا استمر القتال، في الوقت الذي تتعثر فيه جهود المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار أو التوصل إلى تسوية سلمية.
في هذا السياق، يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الإثنين جلسة إحاطة خاصة حول الأوضاع الغذائية في السودان، وسط تساؤلات عن مدى قدرة المجتمع الدولي على تقديم المساعدات الضرورية في هذا الظرف العصيب. ففي نهاية شهر ديسمبر 2024، أعلن المرصد العالمي للجوع عن اتساع نطاق المجاعة في السودان ليشمل خمس مناطق جديدة، مع توقعات بامتدادها إلى خمس مناطق أخرى بحلول شهر مايو 2025.
ووفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة، يعاني أكثر من نصف سكان السودان من مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد، حيث يُتوقع أن يواجه نحو 25.6 مليون شخص في البلاد ظروفًا غذائية مروعة قد تصل إلى مستوى “الأزمة” أو أسوأ من ذلك، ما يعكس بشدة تداعيات الحرب المستمرة على حياة الشعب السوداني.
المصدر https://alburkanalaraby.com