“كيف يؤثر تجاهل وجبة الإفطار على جسم مرضى السكري؟”
غالبًا ما يُنظر إلى وجبة الإفطار على أنها الوجبة الأهم في اليوم، ولكن بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض السكري، فهي أكثر من مجرد طقوس صباحية، إذ تمثل عنصرًا حيويًا في الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم وصحة الجسم الأيضية بشكل عام.
وفقًا لموقع OnlyMyHealth، قد يبدو تخطي وجبة الإفطار أمرًا غير ضار، لكنه يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من التأثيرات السلبية، تتراوح من تقلبات سكر الدم غير المنتظمة إلى زيادة الجوع والاختيارات الغذائية السيئة في وقت لاحق من اليوم. بالنسبة لمرضى السكري، يرتبط قدرة الجسم على تنظيم الجلوكوز بفعالية بجدول غذائي منتظم، حيث يمكن أن يؤدي تخطي وجبة الإفطار إلى زيادة مستوى سكر الدم أثناء الصيام، والإفراط في تناول الطعام في الوجبات التالية، وحتى زيادة خطر حدوث مضاعفات صحية مرتبطة بالسكري.
التأثيرات على مستويات السكر في الدم
عند تخطي وجبة الإفطار، يواجه الجسم صعوبة في تنظيم سكر الدم، مما يؤدي إلى عدة آثار سلبية:
- ارتفاع سكر الدم أثناء الصيام: تحدث ظاهرة تعرف بـ “ظاهرة الفجر”، حيث ترفع هرمونات مثل الجلوكاجون والكورتيزول مستويات السكر في الدم في الصباح. عند عدم تناول الإفطار، يتفاقم هذا الارتفاع، حيث يحرم الجسم من العناصر الغذائية التي تساعد في استقرار السكر في الدم.
- ارتفاع سكر الدم بعد الغداء: يمكن أن يؤدي تفويت وجبة الإفطار إلى إضعاف قدرة الجسم على التحكم في مستويات السكر بعد الوجبات التالية، مما يسبب ارتفاعًا غير متوقع في مستويات سكر الدم بعد الغداء.
العواقب الأيضية
تخطي وجبة الإفطار قد يسبب تحولات أيضية قد تكون خطيرة:
- خطر الإصابة بنقص سكر الدم: عند تناول أدوية السكري مثل الأنسولين أو السلفونيل يوريا دون تناول طعام، يزيد خطر انخفاض مستويات السكر في الدم بشكل مفرط، ما يؤدي إلى الإصابة بنقص السكر.
- الإفراط في الأكل والجوع: من التأثيرات المباشرة لتخطي وجبة الإفطار هو الجوع المفرط في وقت لاحق من اليوم. هذا الجوع قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام خلال الوجبات التالية، ما يعطل تنظيم مستويات السكر في الدم.
- الخلل الهرموني: تلعب وجبة الإفطار دورًا مهمًا في تنظيم هرمونات الجوع مثل الغريلين واللبتين. وعند تخطي الإفطار، يحدث خلل في توازن هذه الهرمونات، مما يؤدي إلى رغبة شديدة في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية وفقيرة بالقيم الغذائية.
توصيات لمرضى السكري
لحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم، يُنصح مرضى السكري باتباع بعض الإرشادات الخاصة:
- تناول وجبة إفطار متوازنة: يجب أن تحتوي وجبة الإفطار على الألياف والبروتينات والدهون الصحية لضمان استقرار مستويات السكر طوال اليوم. من الأمثلة على ذلك تناول الخبز المحمص المصنوع من الحبوب الكاملة مع الأفوكادو، أو الزبادي اليوناني مع المكسرات، أو عجة الخضار مع شريحة من الخبز المصنوع من الحبوب المتعددة.
- تنظيم توقيت الوجبات: من الضروري تناول الطعام في أوقات منتظمة لتجنب الاضطرابات الأيضية وضمان الحفاظ على ثبات مستويات السكر في الدم.
باتباع هذه التوصيات، يمكن لمريض السكري إدارة حالته بشكل أفضل والحد من المخاطر الصحية المحتملة التي قد تنجم عن تجاهل وجبة الإفطار.
