منظمة الصحة العالمية: إغاثة عاجلة لإنقاذ المهددين بالكوليرا والملاريا
كتبت/سهام زكى

أبرمت منظمة الصحة العالمية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مجموعة من الاتفاقيات الجديدة تهدف إلى تقديم تدخلات صحية عاجلة لإنقاذ حياة الأفراد المعرضين لخطر الكوليرا والملاريا في اليمن، بالإضافة إلى توفير الخدمات الصحية للاجئين السودانيين الفارين من النزاع إلى مصر، ودعم جهود القضاء على شلل الأطفال في البلدان التي لا يزال الفيروس منتشرًا فيها.
تم توقيع هذه الاتفاقيات خلال فعاليات منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع، المنعقد في الفترة من 24 إلى 25 فبراير، والذي يجمع الجهات الفاعلة في العمل الإنساني لتعزيز قدرة المجتمعات المتضررة على الصمود، وضمان حصولها على الرعاية الصحية، فضلاً عن تعزيز سلامة العاملين في مجال الإغاثة.
التعاون لدعم الرعاية الصحية الطارئة
عبّر الدكتور تيدروس أدحانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، عن تقديره الكبير للشراكة مع مركز الملك سلمان للإغاثة والمملكة العربية السعودية، مؤكدًا أن هذا التعاون يسهم في توفير المساعدات الصحية الضرورية للملايين المتضررين من النزاعات والأوبئة وحالات النزوح. وأشار إلى أن حجم الأزمات الإنسانية المتزايدة يتطلب دعمًا مستمرًا من المجتمع الدولي، مشددًا على أن “السلام يظل العلاج الأهم لجميع المتضررين من النزاعات”.
وفي إطار هذه الشراكة، وقع المكتب القُطري لمنظمة الصحة العالمية في اليمن ومركز الملك سلمان للإغاثة اتفاقيتين، تشملان:
- 12 مليون دولار أمريكي لتعزيز جهود الوقاية من الملاريا ومكافحتها.
- 2.1 مليون دولار أمريكي لدعم توسيع نطاق الاستجابة لوباء الكوليرا، وتحسين فرص الحصول على العلاج في المناطق الأكثر تضررًا.
دعم اللاجئين السودانيين واستئصال شلل الأطفال
وفي سياق دعم النازحين السودانيين، وقع مركز الملك سلمان للإغاثة اتفاقية بقيمة 3.6 مليون دولار أمريكي مع مكتب منظمة الصحة العالمية في مصر، بهدف توفير العلاج بالغسيل الكلوي للاجئين السودانيين الذين اضطروا إلى الفرار من بلادهم بحثًا عن الأمان.
من جانبها، أكدت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن مركز الملك سلمان للإغاثة يعد شريكًا أساسيًا لمنظمة الصحة العالمية، حيث يقدم دعمه لملايين المحتاجين في اليمن، وفلسطين، وسوريا، ودول أخرى. كما أشادت بالتزام السعودية بدعم الصحة عالميًا، مشيرة إلى أن هذا العام يشهد توقيع اتفاقية محورية لدعم استئصال شلل الأطفال، حيث لا يزال إقليم شرق المتوسط آخر منطقة في العالم تشهد انتشار الفيروس.
وفي هذا السياق، أعادت السعودية التأكيد على التزامها بتقديم 500 مليون دولار أمريكي لدعم المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، مع الإسراع في صرف هذه الأموال لدعم الجهود الجارية للقضاء على الفيروس في باكستان وأفغانستان، واحتواء انتشار السلالات المتحورة منه.
منتدى الرياض: منصة لتعزيز العمل الإنساني
يعد منتدى الرياض الدولي للعمل الإنساني، الذي يُعقد كل عامين بتنظيم من مركز الملك سلمان للإغاثة، حدثًا رئيسيًا يجمع قادة العمل الإنساني لمناقشة القضايا العالمية المتصاعدة، مثل النزاعات، والاستجابة للكوارث، والمساعدات الإنسانية، وقضايا النزوح القسري.
وجاءت نسخة هذا العام تزامنًا مع الذكرى العاشرة لتأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة، حيث شهدت نقاشات رفيعة المستوى تهدف إلى تعزيز الجهود الإنسانية على المستويين الإقليمي والدولي، بما يسهم في تحسين حياة المتضررين من الأزمات حول العالم.