"نيويورك تايمز: توقيت انهيار الحكومة الألمانية يعمق الأزمة الأوروبية"
كتبت/سهام زكى
“نيويورك تايمز: توقيت انهيار الحكومة الألمانية يعمق الأزمة الأوروبية”
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن انهيار الحكومة الألمانية جاء في وقت بالغ الصعوبة بالنسبة لأوروبا. وفي تحليل نشرته اليوم الثلاثاء، أشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الألمانية انهارت يوم أمس بعد خسارة المستشار أولاف شولتس تصويت الثقة في البرلمان، مما أدى إلى تصاعد الاضطرابات السياسية في أحد أقوى اقتصادات القارة، مما يعمق أزمة القيادة التي تواجه أوروبا في وقت عصيب يشهد تحديات اقتصادية وأمنية متزايدة.
وأضافت الصحيفة أن تصاعد الحرب في أوكرانيا، وتهديدات روسيا ضد كييف وأنصارها، إضافة إلى استلام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه في الولايات المتحدة، تثير تساؤلات جديدة حول مستقبل العلاقات التجارية والدفاعية مع الأوروبيين.
-
إخماد حريق في منشأة لتخزين الغاز المسال في إيران22 يناير، 2025
وأكدت نيويورك تايمز أن الحكومة الفرنسية، شريكة ألمانيا في قيادة أوروبا، انهارت أيضًا في وقت سابق من هذا الشهر. وبذلك، أصبح أكبر اقتصاد في أوروبا في أيدي حكومة مؤقتة، في انتظار إجراء الانتخابات في أوائل العام المقبل. ومن المتوقع أن تُجرى الانتخابات الألمانية في الثالث والعشرين من فبراير المقبل، وهي الانتخابات الرابعة المبكرة في تاريخ الدولة الحديثة منذ 75 عامًا.
وأوضحت الصحيفة أن هذه اللحظة تعكس حقبة جديدة من السياسات الأكثر انقسامًا والتي تتسم بعدم الاستقرار في بلد عُرف طويلًا بتشكيل الائتلافات المستدامة المبنية على الإجماع المتأني. ومع ذلك، يُتوقع أن يستمر عدم اليقين السياسي في ألمانيا لعدة أسابيع أخرى، حيث لم يتم تشكيل حكومة دائمة جديدة حتى الآن، ما قد يتأخر حتى أبريل أو مايو من العام المقبل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحملة الانتخابية في ألمانيا ستتأثر بالعديد من القضايا التي أزعجت أوروبا في السنوات الأخيرة. إذ إن ألمانيا وفرنسا غارقتان في نقاشات حول كيفية إنعاش اقتصادهما المتعثر، سد الفجوات الاجتماعية المتزايدة، معالجة مخاوف الناخبين بشأن الهجرة، وتعزيز الدفاع الوطني. ويشترك البلدان مع شركائهما في الاتحاد الأوروبي في القلق من تصعيد التهديدات الروسية، لا سيما في ظل الحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى القلق بشأن علاقاتهما الاقتصادية مع الصين، التي أصبحت منافسًا كبيرًا في العديد من الصناعات الهامة.
وتستعد ألمانيا وفرنسا أيضًا لدخول فترة رئاسية جديدة في الولايات المتحدة تحت إدارة ترامب، الذي هدد بفتح حرب تجارية وإنهاء التزام واشنطن بحلف شمال الأطلسي /ناتو/، الذي ضمن أمن أوروبا لعدة عقود.
في هذا السياق، قالت الصحيفة إن الجمع بين هذه التحديات يشكل عبئًا ثقيلًا سياسيًا. ففي فرنسا، على سبيل المثال، قام الرئيس إيمانويل ماكرون بتعيين رابع رئيس وزراء له في أقل من عام، بينما يواجه ضغوطًا متزايدة للاستقالة، رغم تأكيده على أنه سيبقى في منصبه وسيسعى إلى معالجة الانقسامات العميقة في حكومته بشأن ميزانية 2025.
المصدر https://alburkanalaraby.com