أنعام من سوهاج: “البلانتر” يحقق حلم الزراعة المربحة
لا تعلم «أنعام» ابنة قرية الغريزات التابعة لمركز المراغة بمحافظة سوهاج مهنة أخرى، غير زراعة الأرض التي ورثتها عن أبيها، إلا أن تكلفة الزراعة المرتفعة، وضعف العائد منها، جعلت السيدة الحاصلة على الدبلوم تبحث عن وسيلة لزيادة دخل أسرتها الصغيرة.
حيلة أنعام لزيادة الدخل
تعيش السيدة الأربعينية مع زوجها في أسرة قوامها 3 أطفال، تقوم «أنعام» على رعايتهم بجانب زراعة أرضها التي ورثتها على مساحة 6 قراريط بـ«الذهب الأصفر»، لتلوح أمامها فكرة رأت أنها يمكن أن تحسن من حياة أسرتها؛ باستئجار 20 قيراطًا لزراعتها بجانب أرضها، لعلها تسد رمق احتياجات أسرتها المتزايد.
حيلة السيدة السوهاجية لزراعة مساحة جديدة من الأرض، لم تحقق العائد الذي خططت له، خاصة مع ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج الزراعي، حتى بدأت الأسرة تعاني تحت وطأة الظروف الاقتصادية.
مبادرة أهلية لنشر الميكنة الزراعية
«قعدت أدور على طريقة أو حل لمشكلة العائد القليل من زراعة الأرض» تحكي «أنعام» لـ«بوابة الأهرام» عن كفاحها لحل مشكلة أرضها الزراعية.
وتتابع المزارعة الأربعينية: أنها استطاعت عن طريق البحث وسؤال المجربين والخبراء التواصل مع إحدى الجمعيات الأهلية التي تنفذ مبادرة في قريتها لـ«تعزيز العملية الزراعية في الريف المصري».
مميزات الزراعة بـ«البلانتر»
«مش هقدر أوصف سعادتي لما عرفت إن هدف المبادرة زيادة الإنتاج بأقل تكلفة، بطريقة حديثة للزراعة باستخدام أداة اسمها (بلانتر)»، لا تسعف كلمات الفرح «أنعام» لوصف شعورها بالوصول إلى هدف لطالما سعت إليه «زراعة الأرض بتكلفة أقل وتحقيق عائد أعلى».
تؤكد المزارعة السوهاجية، أن مبادرة الجمعية تقوم على توزيع «البلانتر» على المزارعين في قريتها مجانًا، مؤكدة أن الزراعة بـ«البلانتر» أثبتت فاعليتها في زراعة محصول القمح «الذهب الأصفر»؛ حيث مكنت المزارعين من التحكم في عدد البذور بكل جورة، فضلا عن التحكم في المسافات بين الجور.
وعن تجربتها في زراعة القمح، تقول أنعام إن استخدام هذه الأداة الحديثة في الزراعة مكنتها من زيادة إنتاجية الفدان من محصول القمح؛ حيث زادت الإنتاجية في العام الأول من 9 أرادب إلى 15 إردبًا، ثم قفزت إنتاجيتها إلى 30 إردبًا في السنة الماضية، مع استخدام السماد البلدي.
وعن مميزات الزراعة بـ«البلانتر» توضح السيدة السوهاجية، أنها موفرة في استخدام التقاوي خاصة في الزراعة على المصاطب؛ حيث كانت تستخدم في الزراعة التقليدية 100 كيلو من تقاوي القمح لزراعة فدان واحد، وهو ما كان يضطرها إلى شراء 3 شكائر من التقاوي بسعر 950 جنيهًا للشيكارة الواحدة، بإجمالي 2850 جنيهًا.
وتضيف، أن بعد استخدامها «البلانتر» في الزراعة أصبحت تزرع فدان القمح باستخدام 45 كيلو فقط من التقاوي، وبتلك الطريقة تستخدم نصف الكمية التي تستخدمها في الزراعة بالطريقة التقليدية.
كما ساهمت الزراعة بـ«البلانتر» في توفير مياه الري؛ حيث يجري ري الفدان الواحد لمدة ساعتين، بتكلفة 100 جنيه للساعة الواحدة، بينما كانت في الماضي يحتاج ري الفدان من 4 إلى 6 ساعات، وهو ما حقق لها توفير يصل إلى 400 جنيه لكل مرة ري.
وتختتم «أنعام» حديثها، مؤكدة أن عملها في الزراعة لا يؤثر على واجباتها تجاه بيتها وأبنائها، خاصة أن أبناءها في مراحل تعليم مختلفة، فنجلها الأكبر مصطفى طالب بالصف الثالث الإعدادي، وابنتها ندى طالبة بالصف الأول الابتدائي، وطفلتها الصغيرة آلاء تبلغ من العمر أربع سنوات، مشيرة إلى حرصها على المذاكرة لهم في فترتي الظهيرة وفي الليل.