منظمة تدق ناقوس الخطر بشأن تهديد يواجه 15 مليون سوري
كتبت/سهام زكى

منظمة تدق ناقوس الخطر بشأن تهديد يواجه 15 مليون سوري
حذّرت منظمة “هانديكاب إنترناشونال“ غير الحكومية من أن نحو 15 مليون سوري، أي ما يعادل ثلثي السكان، يواجهون تهديدًا مباشرًا بسبب 100 ألف إلى 300 ألف من الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في مختلف أنحاء سوريا، بعد أكثر من عقد من الحرب.
وفي حديثها لوكالة فرانس برس، وصفت دانيلا زيزي، المسؤولة عن برنامج سوريا في المنظمة، الوضع بأنه “كارثة بكل معنى الكلمة”. فقد تسببت الحرب المستمرة منذ 14 عامًا في دمار واسع، وأسفرت عن مقتل أكثر من 500 ألف شخص، وتشريد 10 ملايين داخل البلاد وخارجها.
-
مأساة إنسانية: وفاة 6 رضع بسبب البرد القارس في غزة25 فبراير، 2025
-
الشرع: سوريا تدخل مرحلة تاريخية جديدة بعد استعادتها لأهلها25 فبراير، 2025
تهديد مباشر لحياة المدنيين
تشير التقديرات الدولية التي جمعتها المنظمة إلى أنه خلال سنوات النزاع، تم استخدام مليون قطعة ذخيرة متفجرة، لكن ما بين 100 ألف و300 ألف منها لم تنفجر بعد، ما يشكل خطرًا جسيمًا على السكان. وأوضحت زيزي أن هذه الذخائر تنتشر في مختلف أنحاء البلاد، مما يجعل ثلثي السكان معرضين لخطر مباشر بالإصابة أو الموت بسبب المتفجرات.
وأضافت أن سوريا شهدت استخدام أسلحة غير تقليدية مثل البراميل المتفجرة، التي تتميز بمعدل فشل عالٍ، إلى جانب الألغام التي زرعها تنظيم داعش في مناطق عدة. وبحسب تقديرات المنظمة، فإن أكثر من 15 مليون شخص يواجهون خطرًا حقيقيًا بسبب هذه الذخائر.
عودة النازحين تزيد المخاطر
مع عودة 800 ألف نازح داخليًا و280 ألف لاجئ إلى ديارهم في سوريا منذ سقوط بشار الأسد في ديسمبر الماضي، وفق بيانات الأمم المتحدة، أصبح هذا التهديد أكثر إلحاحًا. وترى المنظمة أن انتشار الذخائر غير المنفجرة يمثل خطرًا جسيمًا على أمن المدنيين، كما قد يُعيق جهود التعافي وإعادة الإعمار.
وأشارت المنظمة إلى أنه خلال شهري يناير وفبراير 2025 فقط، تم تسجيل 136 حادثة مرتبطة بالذخائر غير المنفجرة، ما يعكس تصاعد الخطر.
حوادث يومية وحلول معقدة
أكدت زيزي أن الذخائر غير المنفجرة منتشرة بالقرب من البنية التحتية المدنية وفي الحقول الزراعية، مما يجعل العديد من المناطق غير صالحة للاستخدام. واستشهدت بحادثة مأساوية في دير الزور، حيث انفجر لغم أرضي بشابين، ما أدى إلى بتر ساق أحدهما وإصابة الآخر بحروق خطيرة وجروح بالغة.
وأضافت أن هذه الحوادث تقع يوميًا وبشكل يصعب حتى إحصاؤه، داعية إلى رسم خريطة للأراضي الملوثة بالمتفجرات وبدء عمليات التطهير، رغم أن هذه الجهود طويلة ومكلفة، في وقت تتراجع فيه المساعدات الإنسانية الدولية، خاصة من الولايات المتحدة.