أبو الغيط: رفض عربي ودولي لأطروحات التهجير.. وإشادة بموقف الأردن
كتبت/سهام زكى

أبو الغيط: رفض عربي ودولي لأطروحات التهجير.. وإشادة بموقف الأردن
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن المنطقة العربية تعيش واحدة من أخطر اللحظات في تاريخها الحديث، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، التي تُعد القضية المركزية للعرب من المحيط إلى الخليج. وشدد على أن التهديدات التي تواجه القضية الفلسطينية تمثل تحديًا لكل العرب، وليس للفلسطينيين وحدهم، مؤكدًا أنه لن يُسمح بتكرار نكبة ثانية أو تصفية الحقوق الفلسطينية المشروعة.
جاء ذلك خلال كلمته في منتدى التعاون الرقمي، المنعقد في الأردن اليوم الأحد، حيث أوضح أبو الغيط أن الأطروحات الداعية إلى تهجير الفلسطينيين مرفوضة عربيًا ودوليًا، باعتبارها منافية للقانون والواقع والأخلاق والإنسانية. وفي هذا السياق، أعرب عن تقديره للموقف الثابت للمملكة الأردنية الهاشمية، قيادة وحكومة وشعبًا، في رفض التهجير والتأكيد على حقوق الفلسطينيين المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967.
-
مأساة إنسانية: وفاة 6 رضع بسبب البرد القارس في غزة25 فبراير، 2025
-
الشرع: سوريا تدخل مرحلة تاريخية جديدة بعد استعادتها لأهلها25 فبراير، 2025
رفض الحلول الالتفافية وأهمية التحول الرقمي
وأشار أبو الغيط إلى أن أي محاولات للالتفاف على حل الدولتين أو الانتقاص من حقوق الفلسطينيين لن تؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع، وتعميق الكراهية، وزيادة معاناة الشعوب في المنطقة.
وفي سياق آخر، شدد الأمين العام على ضرورة مواكبة التحولات الرقمية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يمثل التحول الرقمي عنصرًا أساسيًا لتعزيز الإنتاجية، وتحسين كفاءة المؤسسات، والتقليل من البيروقراطية.
وأضاف أن بعض الدول العربية تمكنت خلال السنوات الأخيرة من تحقيق قفزات نوعية في مجال التحول الرقمي، مشيرًا إلى أن ثلاث دول عربية جاءت ضمن أفضل 20 دولة عالميًا في مؤشر تطوير الحكومة الإلكترونية لعام 2024، وخمس دول ضمن أفضل 20 دولة وفق مؤشر الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التابع للاتحاد الدولي للاتصالات، إلى جانب تصنيف ثماني دول عربية ضمن الفئة الأولى لمؤشر الأمن السيبراني العالمي.
أهمية الاستثمار في البحث والتطوير
وأكد أبو الغيط أن التحديات الراهنة تنطوي أيضًا على فرص كبيرة يجب استثمارها لتعزيز التعاون العربي المشترك في المجال الرقمي. وأوضح أن التعاون في هذا المجال لا يقتصر على نقل التكنولوجيا فحسب، بل يمتد إلى نقل المعرفة، وتبادل الخبرات، وتطوير الكفاءات البشرية.
ورغم وجود بعض المبادرات المتميزة، أشار إلى أن ضعف الإنفاق على البحث والتطوير لا يزال يشكل عائقًا أمام الطموحات الرقمية في العالم العربي، داعيًا إلى ضخ المزيد من الاستثمارات في هذا المجال لتعزيز القدرة التنافسية للدول العربية، وجعلها منتجًا ومطورًا للتكنولوجيا بدلًا من أن تكون مجرد مستهلك لها.
الذكاء الاصطناعي والأمن القومي العربي
وفيما يتعلق بتطورات الذكاء الاصطناعي، أشاد أبو الغيط بالدور الريادي الذي تلعبه بعض الدول العربية، مثل السعودية والإمارات، اللتين جاءتا ضمن أفضل 20 دولة عالميًا وفق مؤشر الذكاء الاصطناعي. كما أشار إلى أن دولًا عربية أخرى حصلت على مراكز متقدمة ضمن أفضل 100 دولة عالميًا في هذا المجال.
وأوضح أن جامعة الدول العربية تدرك أهمية الذكاء الاصطناعي كجزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، وقد اعتمد مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات مؤخرًا الاستراتيجية العربية للذكاء الاصطناعي، بهدف توحيد الجهود وتعزيز التعاون العربي لمواجهة التحديات والمخاطر المحتملة لهذا المجال.
وأكد أن التطورات التكنولوجية المتسارعة تحتم على الدول العربية تكوين كوادر متخصصة قادرة على التعامل مع الذكاء الاصطناعي في مختلف أبعاده، سواء الإنسانية، أو القانونية، أو الأمنية، مشيرًا إلى أن هذه القضايا ستزداد تعقيدًا في المستقبل، مما يستدعي تكثيف الجهود والتنسيق العربي المشترك.
ختامًا
اختتم أبو الغيط كلمته بالتأكيد على ضرورة تنفيذ الأجندة الرقمية العربية، التي تم اعتمادها العام الماضي خلال قمة الرياض، باعتبارها إطارًا استراتيجيًا يهدف إلى تنسيق الجهود العربية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتعزيز التنمية الرقمية بما يتماشى مع الميثاق الرقمي العالمي الصادر عن قمة المستقبل.
وشدد على أن المستقبل الرقمي للمنطقة العربية يتطلب تكاتف الجهود والاستثمار في البحث والتطوير، لتعزيز مكانة الدول العربية على الخارطة التكنولوجية العالمية، والمساهمة في رأب الفجوة الرقمية بينها وبين الدول المتقدمة.