لبن الأم كعلاج لقرنية العين: المصريون القدماء أطلقوا عليه لقب 'رحيق الآلهة'
كتبت/سهام زكى

لبن الأم كعلاج لقرنية العين: المصريون القدماء أطلقوا عليه لقب ‘رحيق الآلهة’
دراسة مثيرة نشرتها جامعة كولورادو، حيث أجرت مجموعة من الباحثين تجارب تشير إلى أن حليب الثدي البشري قد يمتلك خصائص علاجية فاعلة لعلاج إصابات العين، مثل حروق القرنية الكيميائية.
كانت بداية الفكرة عندما أخبرت والدة مريضة صغيرة الدكتورة إيميلي ماكورت، أستاذة طب العيون في كلية الطب بجامعة كولورادو، أنها استخدمت حليب ثديها بدلاً من مرهم موصوف لعلاج حرق القرنية الكيميائي الذي أصاب طفلها. ثم تبادرت إلى ذهن ماكورت العديد من القصص التي روتها أمهات حول استخدامهن لحليب الثدي في علاج انسداد القنوات الدمعية والطفح الجلدي لدى أطفالهن. مما أثار فضولها لمعرفة السبب وراء ذلك.
-
الطب النفسي يحدد أساليب التربية الصحية للأطفال24 فبراير، 2025
-
6 طرق بسيطة للحفاظ على ترطيب شعرك في الشتاء24 فبراير، 2025
-
جافة، دهنية، أم مختلطة؟ تعرّفي على نوع بشرتك بـ 3 خطوات بسيطة!20 فبراير، 2025
تعاونت ماكورت مع الدكتور مارك بيتراش، أستاذ فخري لطب العيون، الذي كان له دور كبير في تعليم طلاب الطب حول العلاجات المحتملة لأمراض العيون. وقد شملت الدراسات السابقة إثبات قدرة حليب الثدي على تعزيز شفاء القرنية، لكنه لم يكن هناك تفسير علمي كافٍ لهذه الظاهرة حتى الآن.
في دراسة حديثة أجراها فريق بحثي من جامعة كولورادو، تم اختبار حليب الثدي على القرنيات الجريحة في نماذج حيوانية. وأظهرت النتائج أن حليب الثدي ساعد في تسريع عملية إعادة الظهارة، وهي جزء أساسي من عملية شفاء الجروح، مقارنة بالمحلول الملحي والأدوية الموصوفة.
عكف الفريق البحثي على فحص مستويات Ki67، وهو مؤشر لتكاثر الخلايا في العين المصابة. وقد أظهرت النتائج أن العيون التي عولجت بحليب الثدي البشري أظهرت مستويات أعلى من هذا البروتين، ما يساهم في تعزيز القدرة على شفاء الجروح بشكل أسرع، وهو أمر حيوي للوقاية من العدوى التي قد تسبب ضرراً إضافياً للعين.
تُرجح ماكورت أن حليب الثدي يحتوي على خصائص مشابهة للدموع الاصطناعية، مثل البروتينات وعوامل النمو التي تساهم في تعزيز الشفاء. وتشير إلى إمكانية تطوير قطرة للعين تعتمد على حليب الثدي، مشيرة إلى أن هذه الفكرة تستحق المزيد من البحث والتحقيق.
ورغم أن المكونات التي تساهم في عملية الشفاء غير واضحة بعد، إلا أن الباحثين يرون أن هذه الدراسات تمثل نقطة انطلاق لفهم أعمق لفوائد حليب الثدي في العلاج الطبي. وقد أضافت هذه الأبحاث مصداقية إلى القصص التقليدية التي ربطت حليب الثدي بالقوة العلاجية عبر التاريخ، مثلما فعل المصريون القدماء الذين أطلقوا عليه “رحيق الآلهة”.
وفي ختام البحث، أشارت ماكورت إلى أهمية استشارة الأطباء المتخصصين عند إصابة الطفل في العين، لكنها تأمل في أن تفتح أبحاث حليب الثدي الباب أمام خيارات علاجية جديدة ومبتكرة في المستقبل.